الاحتراق الوظيفي
أغسطس 27, 2025

آخر تحديث :  

أغسطس 27, 2025

آخر تحديث :  

ما هو الاحتراق الوظيفي؟ العلامات، الأسباب، والعلاج المناسب

ما هو الاحتراق الوظيفي؟ ما هي أعراضه الجسدية والنفسية؟ وهل يختلف عن الاكتئاب؟ هذا الدليل من استرحت يشرح الأعراض ويقدم استراتيجيات علاج تناسب الجميع
Dr. Kareem Sefati

راجع المقال

خريطة المقال

    الاحتراق الوظيفي .. مصطلحٌ لم أسمع به من قبل إلا حين كتبتُه على جوجل بعد ليلةٍ طويلة لم أنم فيها من التفكير في العمل، كنت أشعر بالاستنزاف يوماً بعد يوم يظهر من خلال أعراضٍ منها الصداع المتكرر، والإرهاق هذا ما عدا الفقدان الكامل للحماس الذي كان يميزّني في عملي .. ما الذي تغيّر؟

    ما هو الاحتراق الوظيفي؟ ولماذا يجب على أيّ موظف أو عامل فهمه جيداً؟ ماهي الأسباب التي يُمكن أن تؤدّي إلى ذلك؟ هل من علاجٍ له؟ فريق استرحت يقدّم لك مقالاً شاملاً ومتكاملاً يجيبك عن جميع الأسئلة التي تخطرُ في بالك عن تفاصيل الاحتراق الوظيفي .. من لحظة تاريخ هذا المصطلح إلى طرق العلاج والحدّ من أعراض هذه الحالة .. تابع معنا 

    ما هو الاحتراق الوظيفي؟

    متلازمة ناتجة عن ضغوطٍ مستمرة في مكان العمل لم تتم إدارتها بنجاح، وتتميّز بثلاثة أبعاد: الإحساس بالإنهاك أو استنزاف الطاقة، وزيادة المسافة الذهنية أو السلبية تجاه العمل، وضعف الفعالية المهنية 

    هذا هو التعريف الرسمي حسب منظمة الصحة العالمية الاحتراق الوظيفي في تصنيفها الدولي للأمراض (ICD-11)

    ببساطة أكثر .. الاحتراق الوظيفي ليس مرضاً نفسياً؛ إنّما ظاهرة مهنية تخصّ بيئة العمل تتجلّى في  3 علامات أساسية: 

    • إنهاك دائم وشعور مزمن بالتعب وفقدان الطاقة.
    • برود أو سلبية تجاه العمل مع عدم مبالاة.
    • انخفاض الإنجاز المهني وتراجع في الأداء والقدرة على الإنجاز كما في السابق.

    سامي .. موظف إداري في أمانة محافظة جدّة كان دائم الحماس في عمله؛ حتى بدأ يلاحظ شيئاً غريباً يشعر به في عمله: 

    • لم يعد أشعر بنفس الحماسة للعمل
    • تعثّر أداء عمله بشكل غير مفسر
    • الشعور بـ”الإجهاد الإنفعالي” 
    • فقدان الشعور بالإنجاز

    عبر دراسة أجرتها أمانة محافظة جدّة أكدّت أنّ الإداريين في الأمانة يعانون بوجه عام من مستويات مرتفعة في بعدي: الإجهاد الإنفعالي والإحساس بانخفاض الإنجاز المهني، بينما بقيت حالة “اللامبالاة” عندهم منخفضة نسبياً .. 

    هذا يؤكّد أنّ حالة الاحتراق الوظيفي شائعة جداً ولا بدّ من حلٍّ لها،  لكن هل جميع الحالات هي بنفس الشعور أو المستوى؟! 

    مستويات الاحتراق الوظيفي 

    يمرّ الاحتراق الوظيفي بـ 3 مستويات رئيسية، تختلف في شدّتها وآثارها على الصحة النفسية والجسدية:

    مستويات الاحتراق الوظيفي

    1. الاحتراق النفسي المعتدل

    يتجلّى في نوبات متكرّرة من التعب والقلق والإحباط والانتهاك النفسي .. هنا يشعر الموظّف بأن طاقته بدأت تُستنزف، لكنه ما يزال قادراً على الاستمرار في العمل ولو بصعوبة.

    2. الاحتراق النفسي المتوسط

    ينتجُ عن نفس مصادر الضغط السابقة؛ لكنّه يستمرّ لفترات أطول (قد تصل إلى أسابيع متواصلة) أبرز ما يميّزه هو شعور العامل بـ العجز عن مواجهة الضغوط بطريقةٍ صحيحة، وهذا يؤثّر سلباً على أدائه ومزاجه العام.

    3. الاحتراق النفسي الشديد

    وهو أخطر المستويات .. حيث يبدأ بالظهور على شكل أعراض جسدية واضحة مثل:

    • صداع متكرر
    • آلام مزمنة
    • نوبات من الإرهاق الشديد

    وفي هذه المرحلة وصف بعض الموظّفون أنفسهم بأنّهم يعيشون حالة انطفاء داخلي تام، وقد تحوّل الأمر بهم إلى اضطراب نفسي أو جسدي مزمن .. ولكن مع العلاج وتحديد الأسباب بدأ التعافي. 

    أسباب الاحتراق الوظيفي 

    فهم أسباب الاحتراق الوظيفي يساعدك على تصنيف إن كنتَ مصاباً بحالة الاحتراق الوظيفي أم لا، إيجاد المشكلة وتحديد سببها هي جزءٌ من الحلّ دائماً، الأسباب التي نذكرها تالياً هي الأهمّ والأكثر شدّة التي تؤدّي مباشرةً إلى حدوث الاحتراق الوظيفي وهي: 

    أولاً: ضغط العمل المزمن

    هو الضّغط الناتج عن تراكم المهام يوماً بعد يوم دون قدرة على التوقف أو التخفيف، سواءٌ كان ذلك بسبب كثافة العمل أو غياب التوازن بين الجهد والمردود.

    • أنا أعود من العمل وكأنّني كنت أركض في سباقٍ لم ينتهِ! نعم .. حتّى في الإجازة، أفكاري مشغولة بما لم أُنجزه للأسف، في هذه الحالة أنا أسيرُ في طريق الاحتراق الوظيفي للأسف!

    ثانياً: نقص الدعم في بيئة العمل

    هو شعور الموظف بالعزلة داخل مكان العمل، وغياب من يسأل عنه أو يدعمه نفسياً أو مهنياً، قد يظهر ذلك من مدير غير متفهّم أو فريق لا يتعاون.

    • لا تشجيع أبداً على إنجاز الأعمال، يومياً فقط انتقاد بسبب الأخطاء، فريق عمل كلّ موظف منهم في وادٍ لوحده .. كلّ هذا يؤدّي إلى الاحتراق الوظيفي أيضاً.

    ثالثاً: عدم وضوح الأدوار في العمل

    للأسف في عالمنا المعاصر باتت المسميّات الوظيفية عريضة جداً، وهذا فتح الباب على عدم معرفة الدور والمسؤوليات المنوّط بها الموظف، وهي من أهم أسباب الإرهاق الوظيفي.

    • موظف التسويق في شركة ناشئة يجد نفسه مُلزم بكتابة المحتوى وأحياناً تصميم المنشورات، وبعدها النشر والمتابعة، وتجد من يحاسبه لاحقاً على عدم ردّه على التعليقات! وقس على ذلك من الوظائف الحالية.  

    رابعاً: ضعف التقدير وانعدام التحفيز

    غياب الاعتراف بالإنجاز، أو المكافآت، أو كلمات الامتنان البسيطة في العمل، الموظف يعمل ويُنجز لكن لا أحد يلاحظ، ولا أحد يشجعه.

    • في بعض بيئات العمل الروتيني تحديداً لا يوجد تقدير نهائياً، والتحفيز معدوم كذلك، علماً أنّ الكلمة والتقدير والتحفيز لها أثر معنويّ أكثر من التقدير المادّي في بعض الأحيان. 

    خامساً: البيروقراطية والروتين المُتعب

    هو الشعور بأنّ وقتك يُستهلك في إجراءات فارغة، أو اجتماعات مكررة، أو مهام بلا معنى، حيث تغيب المرونة، ويختنق الموظف بالأوراق والتوقيعات

    • عدم وجود الهدف في بيئة العمل وإنجاز أعمال لا يُمكن أن تطوّر منّك شيئاً تسبّب الاحتراق الوظيفي طبعاً، لذلك حتّى في البيئات البيروقراطية بات لزاماً على مسؤولي الموظفين إيجاد حلول لتفادي الاحتراق الوظيفي.

     

    خامساً: البيروقراطية والروتين المُتعب

    هنا لا بدّ من أن نضع لك قائمة كي تقيّم حالتك في العمل .. هل تعاني من الاحتراق الوظيفي أم لا؟  

    السبب المحتمل للاحتراق الوظيفي لا أبدًا (0) أحيانًا (1) كثيراً أو دائماً (2)
    أشعر بأن ضغط العمل يتجاوز قدرتي، ولا أستطيع أخذ استراحة حقيقية
    لا أشعر أن أحداً يقدّر جهدي أو يدعمني نفسيًا في مكان العمل
    أدواري الوظيفية غير واضحة، وأواجه توقعات متضاربة باستمرار
    أجد نفسي أعمل أحياناً ضد قيمي الشخصية أو الأخلاقية
    لا أتلقى أي تحفيز أو مكافآت على إنجازاتي، ولا أشعر أنني أُلاحظ حتّى
    الروتين اليومي والعمل الإداري يشعرني بالإحباط والملل والجمود

    طريقة الحساب:

    • احسب مجموع نقاطك (0 إلى 12).
    • كل اختيار (كثيراً أو دائماً) = 2 نقاط
    • أحيانًا = 1 نقطة
    • لا أبدًا = 0 نقطة
    مجموع النقاط التفسير
    0 – 3 وضعك جيد، لا تظهر علامات احتراق واضحة
    4 – 7 بدأت علامات خفيفة بالظهور. انتبه لسلوكك اليومي، وقد تحتاج لتغييرات بسيطة
    8 – 12 أنت تعاني فعليًا من احتراق وظيفي ننصح باستشارة مختص نفسي

    أعراض الاحتراق الوظيفي

    في هذا القسم نعرض لك أعراض الاحتراق الوظيفي من ثلاث زوايا رئيسية وهي: الجسدية، النفسية، والسلوكية .. في إحدى جلسات الاستشارة النفسية لمريضٍ يعاني حالة الاحتراق الوظيفي مع فريق استرحت يقول

    مثل كلّ الأيام التي أذهب فيها يومياً إلى العمل وأنا أشعر بالملل أصلاً بسبب بيئة العمل السيئة في الشركة، لا يوجد هدف ولا رؤية لهذه الشركة أبداً، أكثر من 7 سنوات قضيتها وأنا أوظّف كامل طاقتي لأدير هذه الشركة ولكن أصحابها مصرّون على أن تمشي بعشوائية للأسف

    أفكار سلبية يومية حتّى أننّي كرهتُ الذهاب إلى الشركة بسبب فقدان الشغف والطاقة السلبية هناك، خصوصاً وأنّني بدأت أحسّ بشعور انعدام الأمان الوظيفي .. هنا تحديداً بدأت علامات الاحتراق الوظيفي الجسدية تظهرُ عليّ، أبرزها التوتّر والتفكير السلبي حتّى الابتسامة لا تصدر منّي لعائلتي أيضاً! هنا قرّرت التوّجه لاستشارة فريق استرحت. 

    الأعراض الجسدية 

    هي الإنهاك الواضح في الجسم، المصحوب بصداع دائم، اضطرابات نوم، وأحياناً اضطرابات هضمية أو صعوبة في التنفس، والتعب يظلّ مستمراً رغم الراحة. 

    الأعراض الجسدية

    • في أبحاث طبية حول الأطباء المقيمين في المملكة العربية السعودية، سجّلت الغالبية (57.51%) مستويات عالية من التعب العاطفي، وهو أحد مؤشرات البُعد البدني للاحتراق الوظيفي.

    الأعراض النفسية

    الأعراض النفسية تتضمّن مشاعر نفور عاطفي من العمل أو الزملاء، مع شعورٍ بعدم القيمة الذاتية، أو قلة التركيز وعدم القدرة على التحفيز.

    • في نفس الدراسة السابقة أظهرت أنّ 36.62% من الأطباء لديهم ارتفاعاً ملحوظاً في درجة الانفصال العاطفي عن العمل (Depersonalization)، و53.52% أبلغوا عن انخفاض في الشعور بالإنجاز الشخصي.

    الأعراض السلوكية

    تظهر من خلال الانسحاب من الفريق، التغيّب المتكرر، تراجع الأداء العام، تأثير سلبي على اتخاذ القرار، وأحياناً سلوك عدائي أو انفجار عاطفي غير مبرر!

    هنا ونحن ما زلنا نتكلّم عن الأعراض لا بدّ من توضيح أمرٍ هام، وهو التفريق بين أعراض الاحتراق الوظيفي وبين أعراض الإرهاق العادي وأعراض الاكتئاب كذلك الأمر، كون بعض الأعراض تتشابه فيما بعضها لهذه الحالات الثلاثة، أدرجنا جدولاً يوضّح الفرق بين كلٍ منها لتكتمل الصورة لديك تماماً..  

    العرض / الحالة الاحتراق الوظيفي الإرهاق العادي الاكتئاب
    سبب الإرهاق ضغط مهني في بيئة العمل تعب وإرهاق جسدي مؤقّت خلل نفسي عميق يمتد لحياة الموظف كلها
    أعراض جسدية تعب مستمر وصداع ومشاكل نوم الشعور بالتحسّن بعد الراحة خمول شديد أو اضطرابات نوم أو شهية
    أعراض نفسية برود عاطفي وفقدان دافع لا توجد أعراض نفسية حزن مستمر، فقدان رغبة بالأنشطة اليومية
    الأعراض السلوكية انسحاب، تغيّب، ضعف إنتاجية أداء طبيعي مع الراحة تراجع في الأداء والحضور
    استجابة العلاج تحتاج تدخل مزدوج: فردي ومؤسسي راحة وتغيير بسيط تحتاج تدخّل طبي ونفسي مكثف

    توسعنا من خلال هذا المقال في معظم أعراض الاحتراق الوظيفي، ننصحك بقراءته.

    طرق التعامل مع الاحتراق الوظيفي

    الآن لا بدّ أن نتحدّث عن علاج الاحتراق الوظيفي طبعاً .. في هذا القسم نقف معك خطوة بخطوة لاستعادة توازنك النفسي والمهني، الطرق التي نقدّمها لك تعتمد على توصيات منظمة الصحة العالمية (WHO) وغيرها من الأدلة الحديثة .. 

    طرق التعامل مع الاحتراق الوظيفي

    هنا يجب التوضيح أنّ التعامل يجب أن يكون فردياً ومؤسسياً (الشركة) لنبدأ مع الطرق الشخصية:  

    الاستراتيجيات الشخصية في التعامل مع الاحتراق الوظيفي

    1. من خلال الراحة والأنشطة البدنية المعتدلة
    • وفق دراسات حديثة تقول أنّ نحو 25 دقيقة من نشاط متوّسط إلى قوّي (كالمشي السريع أو الدراجة) مع 30–60 دقيقة من نشاط خفيف يومياً يقلّل خطر الاحتراق بنسبة تصل إلى 62%.
    1. اهتم بنفسك أكثر  
    • مثلاً خصّص 30 دقيقة يومياً لنفسك بعيداً عن أي واجب أو تواصل اجتماعي، اجعلها وقتاً ثابتاً تمارس فيه نشاطًا غير مرتبط بالإنتاج أو الإنجاز: استحمام مريح، تمشية قصيرة، تلاوة هادئة، أو جلسة مع قراءة كتاب و…
    1. فصل العمل عن الحياة
    • حدّد ساعة إغلاق يومية لكل المهام، يعني بعد الساعة (كذا) لن أفتح البريد الإلكتروني، ولا تتجاوب مع اتصالات متعلقة به .. أو فعّل “عدم الإزعاج” لفترات محددة يوميًا.
    1. إدارة الوقت والمهام
    • صباح كل يوم  اكتب 3 أولويات فقط، ولا تتجاوزها حتى تُنجزها .. أيضاً قسّم المهام الكبيرة إلى خطوات صغيرة (مثال: “إرسال تقرير” يصبح: فتح ملف، كتابة النقاط، تدقيق، إرسال).
    1. الكتابة وسيلة لتخفيف الضغط
    • شخصياً .. أنا أتّبع هذه الطريقة عند الاحتراق الوظيفي والضغط في العمل والحياة عموماً، حتّى عندما أنزعج من أحد أكتبُ وأفرّغ ما يوجد في عقلي، من أكثر الاستراتيجيات نجاحاً في تخفيف الضغط المستمرّ. 
    1. قول (لا) عند الحاجة
    • قبل قبول أي مهمة إضافية اسأل نفسك: هل أملك الوقت والطاقة حالياً؟ هل هذه مسؤوليتي فعلاً؟ إذا كانت الإجابة لا، اعتذر بلطف: “أعتذر، جدول أعمالي مزدحم ولا أستطيع تقديم نتيجة جيدة الآن” 

    قول (لا) عند الحاجة

    الاستراتيجيات المؤسسية في التعامل مع الاحتراق الوظيفي

    1. تخفيف ضغط العمل وإعادة توزيع المهام
    • على الإدارة أن تراجع دورياً حجم المهام الموكلة إلى كل موظف، وعند الشكوى من الإرهاق يجب مراجعة المهام، وإعادة توزيعها إن ثبت وجود مهام إضافية لموظّف على حساب موظفين آخرين.
    1. المرونة في ساعات العمل  
    • توفير خيارات مثل العمل عن بُعد لبعض الأيام، أو التعديل الجزئي في أوقات الدوام، أو العمل الهجين وهو السائد حالياً .. هذه الخيارات تقلّل الإحباط والتوتر الناتج عن الالتزام الصارم بالأوقات الثابتة لدى الموظفين. 
    1. إنشاء وحدة دعم نفسي داخلي للمؤسسة
    • إدارة شؤون الموظفين في الشركات الكبرى تعتمد إنشاء وحدة دعم نفسي طبعاً، وهي من أنجح الاستراتيجيات التي تساعد الموظفين على الإنجاز وإخراج أفضل مافي الموظف للعمل، بدلاً من الضّغط المستمرّ والانتقاد للموظف الذي لا يدفعه إلّا للاستقالة. 
    1. برامج تقدير الموظفين
    • اعتماد برنامج شهري لتقدير الأداء أو السلوك الإيجابي، لا يتطلب إنجازات خارقة من قبل المؤسسة، مدير شؤون الموظفين يستطيع تحقيق ذلك عبر تتبع وتقييم أداء الموظفين شهرياً، باتت هناك أدوات رقمية حتّى في تحقيق ذلك. 

    طبعاً هنالك كثيرٌ من الاستراتيجيات التي لم نذكرها هنا ولا يسعنا حصرها في المقال، سواءٌ للمؤسسة أو الشخص المعنيّ، يجب أن تجرّب بعض الخطوات السابقة لكي تضع حداً لـ الاحتراق الوظيفي الذي تعيشه حالياً، وإلى المؤسسات نقول: الاهتمام في راحة الموظف النفسية والجسدية هي أفضل استثمار على الإطلاق. 

    ختاماً..

    الاحتراق الوظيفي مصطلح علمي موثّق منذ عام 1974 حين استخدمه لأوّل مرة الطبيب النفسي هيربرت فريد نبرجر (Herbert Freudenberger) لوصف الاستجابات النفسية المُرهقة التي لاحظها لدى بعض العاملين خصوصاً في المهن التي تتطلب رعاية أو مساعدة الآخرين .. ماذا يعني ذلك؟!

    يعني أنّ ما تمرّ به ليس حالة طبيعية يُمكن التغاضي عنها، يجب أن تتبّع الخطوات التي أدرجناها لكَ في هذا المقال كي تتخلّص من هذا الشعور وعدم تفاقم ذلك لتصبح أعراضاً جسدية، أو اختصر الطريق وحمّل تطبيق استرحت، لماذا؟ من أجل تحديد استشارة مباشرة مع أفضل معالج نفسي وخصوصية تامّة تساعدك في التعامل مع حالة الاحتراق الوظيفي التي تعاني منها. 

    الأسئلة الشائعة: 

    1. هل الاحتراق الوظيفي مرض نفسي؟

    الاحتراق الوظيفي ليس مرضاً نفسياً رسمياً، لكنّه حالة نفسية مهنية معترف بها تؤثر على الصحة النفسية والسلوك اليومي

    2. كم يستمر الاحتراق الوظيفي؟

    مدّة الاحتراق الوظيفي تختلف حسب الشخص والظروف، وقد تمتد لأسابيع أو شهور إذا لم يُعالج بشكل مناسب.

    3. ما الفرق بين الاحتراق الوظيفي والاكتئاب؟

    الاحتراق الوظيفي مرتبط بالعمل ويخفّ خارج بيئته، بينما الاكتئاب يؤثر على جميع جوانب الحياة ولا يتوقف بانتهاء الدوام.

    4. هل يمكن الوقاية من الاحتراق الوظيفي؟

    طبعاً يمكن الوقاية من الاحتراق الوظيفي عبر توازن الحياة المهنية والشخصية، ووضع الحدود والتواصل الفعّال.

    5. ما دور الشركات في منع الاحتراق الوظيفي؟

    تتمثل مسؤولية الشركة في الوقاية من الاحتراق الوظيفي بتوفير بيئة عمل داعمة، وتوزيع المهام بعدالة، والإنصات لموظفيها.

    انضم إلى أكثر من 2000 قارئ يبحثون عن راحة حقيقية وصوت داخلي مسموع، وابدأ رحلتك بمتابعة أحدث المقالات والأدلة النفسية التي تُكتب لك، لا عنك.

    أحمد الإمام، كاتب محتوى في استرحت، يقدّم مقالات تُقرّب المفاهيم النفسية من القارئ بلغة إنسانية واضحة. بخبرة تتجاوز 10 سنوات في الكتابة والتسويق بالمحتوى، يحرص على دعم وعي القارئ وتحفيزه للتواصل والانفتاح.

    توقف قليلًا… واقرأ هذا:

    أعراض الاحتراق الوظيفي

    ما هي أعراض الاحتراق الوظيفي؟ النفسية والجسدية والسلوكية

    3 أقسام تندرج تحتها أعراض الاحتراق الوظيفي، أعراض نفسية وجسدية وسلوكية، دليل استرحت يشرحها لك جملةً وتفصيلاً ويوضّح لك الفرق بينها وبين أعراض الاكتئاب والإرهاق.
    أنواع القلق

    أنواع القلق الشائعة: كيف تعرف حالتك من بينها؟

    ما هي أنواع القلق؟ كيف تفرق بين القلق العام والاجتماعي ونوبات الهلع وقلق الانفصال؟ دليل استرحت يقدّم شرحاً مبسّطاً، مقارنة سريعة، ونصائح عملية نحو العلاج.
    أعراض القلق

    أعراض القلق: العلامات الجسدية والنفسية وكيفية التعامل معها

    في هذا المقال من فريق استرحت، ستتعرّف على الأعراض الجسدية والنفسية للقلق، وكيفية التعامل معها بخطوات عملية، مع جداول مقارنة وقائمة تحقق تساعدك على فهم حالتك، إضافة إلى تجارب حقيقية وإحصائيات رسمية من السعودية.

    هل وصلت لنقطة تحتاج فيها من يسمعك فعلًا؟

    استرحت ليس بديلاً عن العيادة فقط… بل البداية التي تُشبهك: جلسات فورية، بدون تسجيل، مع مختصين يفهمونك.

    حمّل التطبيق الآن وابدأ أول خطوة نحو راحتك.